المعسل الضرة الثانية للزوجة

منذ عقدين من الزمان تقريباً بدأت تنتشر ظاهرة شرب وتدخين الشيشة أو «المعسل» في جميع أرجاء الوطن العربي بعد أن كانت محصورة على نطاق ضيق في بعض الأحياء المصرية الشعبية في العقود الماضية .

وأخذت تنتشر أكثر وأكثر في منطقتنا الخليجية وبالذات في بلدنا السعودية من خلال افتتاح الآلاف من المقاهي في كل مدن وقرى وهجر السعودية تقريباً بمختلف مستوياتها من المقاهي الشعبية البسيطة التي نجدها في المناطق البعيدة النائية أو المدن الصغيرة إلى المقاهي التي تحولت إلى ما يشبه المنتجعات والأماكن الترفيهية الراقية التي يبذل في إنشاء الواحدة منها ما يصل إلى عشرات الملايين من الريالات كما تجد ذلك واضحاً وأنت تتنزه في إحداها في الرياض أو جدة أو الدمام وما شابه.

لذلك لايستغربن أحد إذا ما عرف أن الذين يتواجدون في تلك المقاهي في ليالي إجازة نهاية الإسبوع (الخميس والجمعة) أو في إحدى المناسبات الرياضية يصل إلى خمسة بالمائة من عدد الذكور السعوديين أوالقاطنين في المملكة العربية السعودية فقط من أصحاب الفئة العمرية التي تبدأ من سن الخامسة عشرة إلى سن الخمسين كما يشير الكثير من الإحصائيات غير الرسمية إلى ذلك . يقول أحد أصحاب المنتجعات القهوجية في العاصمة الرياض: إن عدد حضور زبائنه في أي ليلة تبث فيها إحدى المباريات الكروية لا يقل عن خمسة آلاف شخص.


المشكلة سعودية بحتة ...
لكن من أهم وأخطر النتائج التي ترتبت على انتشار هذه الظاهرة واستقطابها بالتالي لمئات الألوف من الشباب إليها أو عشرات الألوف في الليالي العادية وربعهم من المتزوجين أرباب الأسر والعوائل على أقل التقدير هي ما تظهره وتثيره الزوجات على أزواجهم من تذمر وشكوى بل وضغينة وحنق وغضب عليهم نتيجة التواجد خارج منازلهم إلى ساعات متأخرة جداً في الليل تصل في بعض الأحيان إلى أذان الفجر وبشكل شبه يومي تقريباً عند بعض المتزوجين المدمنين على المعسل ! ما أدى ذلك إلى حدوث مشاكل أو حتى شروخ كبيرة في العلاقات الزوجية والأسرية وقد أدى بعضها إلى افتراق الزوجين ووقوع الطلاق في حال إصرار الزوج على رأيه وموقفه .

ومن شديد الأسف أن المشكلة هذه لا نجدها إلا في بلادنا السعودية لأن الدول العربية الأخرى لا تعاني من مشكلة تواجد جميع أفراد الأسرة من الزوجين والأولاد لربما أيضاً على طاولة واحدة في سهرة ليلية طويلة في أحد المقاهي بحضور شيشة المعسل للزوج أو حتى للزوجة في بعض الأحيان ! وبذلك تكون المشكلة منفية من الأساس عندهم لتمكن الزوجة من الخروج مع الزوج والسهر معه في هذه المقاهي الترفيهية .

لكن في مجتمعنا فالوضع مختلف تماما فالترفيه العائلي نادرا ما يتم بصورة عائلية جماعية حيث لاتجد العوائل فرصتها للأنس والترفيه سوية إلا في المطاعم المغلقة في أوقات دوام الأكل أو للتسوق والتبضع من المجمعات التجارية !
في مجتمعنا اليوم بدأت النساء يصرخن ويستغثن بأصحاب الأمر والنهي في حل هذه المشكلة التي بدأت شيئاً فشيئاً تخرب العلاقات وتدمر البيوت , ولولا صبر كثير من النساء وتحملهن لأذى الأزواج كما جرت العادة دائماً حفاظاً على أسرهن من الضياع والتفكك لرأينا فعلاً تمزق الكثير من البيوت والعوائل وانفصالها بسبب هذه المشكلة الجديدة الطارئة !.
فهل من حلول جدية وناجعة سريعة وعاجلة لها ؟؟